Tuesday, August 28, 2012

لمن يبحث عن الحكمه فى هذه الايام

...........
بقلم أ/كريم الشاذلى
............
جمع الملك كل حكماء بلاطه وطلب منهم طلب واحد
عبارة تُكتب فوق عرشه ينظر إليها في كل آن وحين
وقال لهم موضحاً
أريد حِكمة بليغة، تُلهمني الصواب وقت شدتي
وتعينني على إدارة أزماتي وتكون خير موجّه لي
في حالة السعادة والفرح والسرور
فذهب الحكماء وقد احتاروا في أمرهم وهل يمكن أن تصلح
حكمة واحدة بكل الأوقات والظروف والأحوال
إننا بوقت الشدة نريد من يهوّن علينا مصائبنا وبلاءنا
وفي الرخاء نطمح لمن يبارك لنا ويدعو بدوام الحال
عاد الحكماء بعد مدة وقد كتبوا عبارات وعبارات
فيها من الحكمة والعظة الشيء الكثير
لكنها كلها لم ترُق للملك
إلى أن جاءه أحد حكماء مملكته برقعة مكتوب عليها
كل هذا حتماً..... سيمرّ
نظر الملك مليًّا في الرقعة
و قال الحكيم: يا مولاي الدنيا لا تبقى على حال
ومن ظنّ بأنه بمأمن من القَدَر فقد خاب وخسر
أيام السعادة آتية؛ لكنها حتماً ستمرّ
وسترى من الحزن ما يؤلم قلبك ولكن أيضاً سيمرّ
ستأتي أيام النصر لتدقّ باب مملكتك، وسيهتف الجمع باسمك الميمون
لكنها يا مولاي أيام طالت أو قصرت.... ستمر
سترى بعينيك رفعة الشأن، وبلوغ المكانة العالية
لكن سُنّة الله في الكون أن هذا سينتهي ويمرّ
البعض يا مولاي لا يفقَهُ هذه الحكمة؛ فيملأ الدنيا صراخاً وعويلاً حال العثرة
ويظن بأن كبوته هي قاصمة الظهر ونهاية المطاف؛ فيخسر من عزيمته
الشيء الكثير، ويأبى أن يرى ما بعد حدود رؤيته الضيقة
يحتاج حينها لمن يُثّبت عزيمته مؤكداً أن هذا حتماً سيمرّ
فلا يجب أن يرى العالم ذُلّ انكساره، وضعفه وهوانه
والبعض الآخر يا مولاي ينتشي سعيداً فلا يضع في حُسبانه أن الأيام دُوَل
فيكون البَطَر والتطرّف بالسعادة هو سلوكه وطبعه ظانًّا بأنه قد مَلَك
حدود الدنيا وما بعدها
وحكمة الله يا مولاي أن كل أحوالنا، حسنا وسيئها
سرورها وحزنها ...... حتماً سيمرّ
فتبسّم الملك راضياً، وأمر بأن تُنسخ هذه الحكمة البليغة
وتوضع؛ لا فوق عرشه فقط؛ وإنما في كل ميادين المملكة
كي يتذكر كل من يراها أن دوام الحال من المحال
*****
منقول
ان شاء الله انها ايام .... وستمر على الكويت
نسأل الله العافيه لكل من أراد بها شرا
ونسال الله الخير لكل من أراد  بها خيرا
الله يحفظ الكويت ويحفظنا وياها
وسلاااااامتكم

1 comment:

Anonymous said...

هذه القصة تذكرني بقصة قرأتها في كتاب كليلة و دمنة، اشكرك على النقل و تقبلي مروري.