Tuesday, June 28, 2011

تفردتم ... فأخطأتم... فانعزلتم

افتتاحية القبس 28 يونيو
******
ها هو دور الانعقاد الجديد ينتهي، وكتلتا «الشعبي» و«التنمية» تخرجان
خاليتي الوفاض، سوى نقل البلاد من تصعيد إلى آخر، والتفنن
في اشكال التوتير والناس ينتظرون النتائج من دون جدوى.
هذا التصعيد والتوتير لا يتوقفان عند حد، مع ان الحكمة السياسية
تقتضي التوقف في كل مرحلة لدراسة ما جرى فيها، واستخلاص
النتائج والعبر للمستقبل، ولكن حليمة تبقى على عادتها القديمة..
وآخر هذا العناد، ان الاخوة الأفاضل في الكتلتين، وتحديداً «المخضرمين» في
التكتل الشعبي، لم يشعروا بان من الضروري دراسة نتائج التصويت
على «عدم التعاون» في الاستجواب الأخير لسمو رئيس الوزراء
والذي حققت فيه الحكومة فوزاً، لم يكن مستحقاً بانجازاتها
بقدر ما هو ناتج عن أخطاء الخصم وتسرعه.
فلو أخذنا هذه النتائج مقياساً للأرقام والأحجام والنتائج
فإن «الشعبي» و«التنمية» تشكلان ثمانية من أصل ثمانية عشر
نائباً صوتوا لعدم التعاون، أي ان الكتلتين اقلية نيابية، ناهيك
عن انهما اقلية أصلا ضمن نطاق المعارضة عموماً، فالمعارضة كانت
قبل الكتلتين وستبقى بعدهما أوسع نطاقاً وأكثر فعالية بشأن قضايا
الوطن الفعلية. وفي هذا الاطار تركوا الحدث يمر مرور الكرام  ولم يكلفوا
انفسهم، على الأقل، عناء مصارحتنا بما حققوه، وبما عجزوا عنه
فهذا ليس همهم، بل المهم بالنسبة اليهم ان تبقى ماكينة الصراخ والتصعيد شغّالة.
لقد آن الأوان لكي نسأل الإخوة في الكتلتين المذكورتين
لماذ هذا التصعيد المستمر ولمصلحة من حصر المعارضة
في أشخاصهم الكريمة واستبعاد طاقات كبيرة وامكانات كثيرة؟
أو بالأحرى لمصلحة من تعطيل المعارضة المنتجة في البلاد
والتشويش عليها؟
الإخوة في «الشعبي» و«التنمية» يسعون للتفرد بالقرار ويقدمون
أنفسهم على انهم المقياس، في النهج والموقف، وان كل
من لا يقرّهم عليهما، انما هو في الجانب الآخر «حكومي» و«موال» ئ
و«صاحب مصلحة» و«مستفيد» وربما وصلوا أحياناً إلى اتهام
من لا يجاريهم في الرأي بأنه غير وطني، أو مؤيد للفساد.
لقد استخدموا هذه اللهجة، أو بالاحرى هذه اللعبة، للتشكيك
في اطراف واسعة تنتمي إلى المعارضة، رؤية وطرحاً ومواقف
كما استخدموها لتخوين زملائهم في المجلس والتشكيك
في ولاء من لا يرى رأيهم ولا يسير في خطهم، وبذلك يكشفون
عن جهل فظيع، أو تجاهل أفظع، بتاريخ البلاد، وجهود قواها
السياسية الفاعلة، والتي اليها تعود، بالدرجة الأولى، الانجازات
التي تحققت نحو تكريس الدستور والالتزام بالديموقراطية التي ينعمون
هم كذلك، في ظلالها
تضررت الأمة من نهجكم، وهي التي رفعتكم إلى هذا المكان
لتمثيلها، ولكي تساهموا في نموها وتقدمها تشريعا ورقابة
على بقية السلطات، لكنكم، بمواقفكم، اعطيتم الحكومة ألف
مبرر ومليون حجة للتنصل من تحقيق أهم واجب عليها، وهو
الانتقال بالكويت إلى مرحلة أكثر تطوراً وتقدماً في مختلف الأصعدة.
هاتان الكتلتان بنوابهما الثمانية، خلقتا «سنّة» للمعارضة
تضر ولا تنفع، تفضح ولا تعاقب، تستجوب بشأن الفساد و
لا تسقط رموزه، فجاءت النتائج مدمرة. ونسألهم: كم من الفاسدين
أرسلتم إلى السجن؟ هل أوقفتم دورة الفساد التي تتسع يوماً
بعد يوم، إلى درجة ان التمادي في السلوك السلبي جعل دورة
الفساد هذه تقتحم جدران مجلس الأمة وتشتري زملاء
لكم – كما تقولون – وقد اكتفيتم بالتذمر والسكوت على الحال
المحيطة بكم، والتي تكاد تحاصركم من كل صوب، بعد ان
ابتعدتم عمن يجب أن تكونوا معهم صفاً واحداً حتى داخل المجلس نفسه؟!
لقد شغلتم المجلس عن نفسه فنسي مهمته الاصلية في الرقابة
والتشريع، وقد اكتفيتم من الرقابة بالاستجواب فألغيتم ا
لتدرج في المساءلة واستخدام الأدوات الدستورية التي لم تعد
ذات معنى معكم، فتضررت بأسلوبكم، وعندما شرّعتم أوجدتم
  قوانين عقيمة تساهم في تعطيل التنمية، وأحيانا كان يظهر بعضكم
كأنه يتعمد ذلك بحجج مختلفة، ابرزها رفض أي دور للقطاع
الخاص، ولو أثقل ذلك على القطاع العام حتى كاد يرزح
تحت الأعباء من الاضافات والعلاوات والزيادات والكوادر
كأن المطلوب استنزاف المال العام حتى آخر فلس، وبذا خذلتم
الاقتصاد الوطني، وفرضتم القوانين المعرقلة والمقيدة لنموه، وما قانون
 الــB.O.T
 الذي ابتدعتموه سوى نموذج لمساوئ نهجكم في إخضاع
الاقتصاد للسياسة
هذا من دون ان ننسى دوركم في تدني لغة الخطاب في
مجلس الأمة وبين أعضائه، الى درجة باتت قاعة عبدالله السالم
تخجل مما نسمعه، خصوصا أنها تحولت في العديد من جلساتها
إلى ساحة لتصفية الحسابات وتسجيل مواقف من
نوع «النقاط» في خانة الأخرى، وإثارة نعرات ما انزل الله
بها من سلطان
لقد أسرفت الكتلتان، ومعهما نواب الحكومة في استنزاف
أموال البلد، والتقت مصالحهم في الابداع تبذيرا في كل اتجاه
وبالغوا في كل اشكال التقديمات، وبالتالي تبديد الموارد
من دون اي حساب لمصالح الأجيال المقبلة
والأخطر من هذا وذاك، اي الفساد والتبذير معاً، وكلاهما
يغذي الآخر، هو الانطباع الذي خلفه هؤلاء النواب بان البلد
زائل، وان نهبه هو الخيار الأفضل، وما على المواطن
سوى ان يحصّل اكبر كمية من امواله، ويغرف اكبر قدر من
خيراته بحيث يفقد الوطن الكثير من معناه، فلا يبقى من ضرورة
للاهتمام بالتنمية والمستقبل
نقول هذا الكلام لكي ننبه إلى خطورة نهج سائد، أصبح بعض
نواب المعارضة في كتلتي العمل الشعبي والتنمية والاصلاح
وعدد من المحيطين بهم، أسرى له، من دون وعي بكل مخاطره
وأبعاده ونخشى ان يكون قد أصبح الاصرار على الخطأ فضيلة
رغم صوتكم العالي ونبرتكم الحادة، فأنتم الوجه الآخر للحكومة
في تعطيل البلد وتقهقره، سياسةً واقتصاداً وتعليماً وصحة
وثقافة ورياضة واجتماعاً. ومهما كابرتم وعاندتم، فإن الحكومة
تتغذى من كل هذا النهج، وتتكل على هذا السلوك لكي تغطي ت
قصيرها وتبرر غياب رؤيتها وانعدام إرادتها السياسية.
نقول هذا الكلام ونحن نرفض أي تشكيك في نزاهة نواب الكتلتين
وقدراتهم ووظيفتهم، فنحن نقدر الأشخاص ونحترمهم
لكننا ننتقد نهجاً ضاراً بالبلد، كما بالمعارضة التي
يزعمون الانتماء اليها، لكي نحذرهم مما وصلوا إليه
لأن الأمور تقاس بخواتيمها، والأعمال بنتائجها. فالحياة
السياسية تكاد تتوقف، والثقة بين القوى السياسية تتراجع
أكثر فأكثر حتى تكاد تتلاشى, وكل ما نسمعه هو جعجعة
من دون طحن، وحان الوقت لأن تكون هناك معارضة منتجة
وليس عنتريات وتسجيل انتصارات وهمية
لقد تفردتم فأخطأتم واضررتم بديموقراطيتنا، وما عليكم
إلا أن تعودوا إلى رشدكم السياسي، فهناك حد أدنى أو قضايا
مشتركة يمكن أن تجمعكم مع أكبر قدر من القوى السياسية
والمواطنين، وعندها لن تفيد أغلبية ولن تجدي سرية، وستنصاع
الحكومات للمطالب الشعبية ما دامت المصلحة العامة فوق الجميع
*******
وسلااااااامتكم

5 comments:

Anonymous said...

لقد أخذتهم العزة بالإثم


أوراقهم انكشفت وهيهات أن يتراجعوا

على الشعب الكويتي أن يتعلم الدرس وأن لا يعيدهم الى البرلمان مرة أخرى

الله يهدي الجميع

حنطفيس said...

افتتاحية رائعه . شكرا للنقل

Anonymous said...

أحمد عيسى - جريدة الجريدة 29.6.2011
تعرضت كتلة العمل الشعبي أمس إلى أربع ضربات موجعة “حجمتها” وأعادتها إلى موقعها الطبيعي كأقلية داخل الأقلية المعارضة بمجلس الأمة، حدت بأعضائها إلى الصراخ خلال الجلسة على قدر الألم بدون “ميكرفون”.
الضربة الأولى لخصتها افتتاحية جريدة “القبس”، والثانية بسقوط مشروع “كادر المعلمين”، والثالثة تمثلت بسجال رئيس لجنة الميزانيات النائب عدنان عبدالصمد مع النائب مسلم البراك، والأخيرة بما دار بين نائب رئيس مجلس الأمة عبدالله الرومي والنائب خالد الطاحوس.
النائب مسلم البراك كان يروج طوال الأسبوع الجاري بأنه يملك الأغلبية الخاصة (44 نائباً) تمكنه من إقرار كادر المعلمين ومكافآت الطلبة بعد أن ردتهما الحكومة، إلا أنه فوجئ أمس بمواقف 3 نائبات قال إنهن من أسقطن كادر المعلمين بينما حقيقة الأمر أن النائبات الثلاث (رولا وسلوى ومعصومة) هن من وقفن بوجه 40 نائبا يقودهم الناطق الرسمي باسم كتلة العمل الشعبي.
وخلال جلسة أمس سمع النائبان مسلم البراك وخالد الطاحوس داخل “قاعة عبدالله السالم” ما يقال عنهما خارج المجلس، فالأول رد عليه النائب عدنان عبدالصمد على خلفية اتهاماته الدائمة بدعم رئيس الوزراء وقال له: “أسلوبك لا يرهبنا، ولا يخيفنا ما تقوم به من حركات شعبوية”، مذكرا إياه بموقفه المتناقض خلال استجواب النائب عبدالله النيباري لنائب رئيس مجلس الوزراء محمد شرار عام 2003 حول تجاوزات المال العام وأملاك الدولة بعقد مشروع لآلئ الخيران، أما الثاني فاتهم الأمانة العامة لمجلس الأمة بارتكاب مخالفات دفعت بنائب رئيس المجلس للرد عليه قائلاً: “إذا كنت شريفا رجع السيارة الممنوحة لك من المجلس” إلا أنه لم يرجعها حتى الآن، بخلاف موقف زميله البراك الذي احتج على تجاوزات ترسية مناقصة توريد سيارات خاصة بأعضاء مجلس الأمة. مشكلة كتلة العمل الشعبي أنها مؤمنة بامتلاكها الحقيقة المطلقة وحدها دون الآخرين، وأن من يخالفها عليه أن يواجه مصيره، فممارستها السياسية متطرفة تبدأ بتبني قضايا دون تنسيق مع الآخرين، ثم رفع السقف دون استشارة تحت ذريعة أنها تضع الكل أمام مسؤولياته، فتكون النتيجة دائما فشل مشروع “الشعبي” لتنزل بعدها إلى الشارع حتى يخبو وهج القضية، ثم تعود بعد ذلك لتصعد على ظهر قضية أخرى وهكذا، كما تحرص على الدخول بالربح والخروج من الخسارة في أي قضية تتبناها كتلة أخرى، عبر جملتها الأثيرة “سنذهب معهم إلى أبعد مدى”، فإن بلغت الكتلة الأخرى هذا المدى البعيد قاسموها النصر، وإن فشلت فإنها تكتفي بأنها سجلت موقفاً داعماً لها، وما استجواب الشيخ أحمد الفهد وسجال “الوطني” مع “الشعبي” حوله وتفاصيل ما جرى إلا دليل على ذلك، فـ”الشعبي” حاولت التغطية على استجواب “الوطني” لنائب رئيس الوزراء من خلال تقديم استجواب لرئيس الوزراء بهدف خلط الأوراق ولـ”وضع الكل أمام مسؤولياته”، وعندما استقال الشيخ أحمد الفهد قاسمت “الشعبي” “الوطني” النصر، مع العلم أن هذا النصر يسجل لكتلة العمل الوطني فقط لأنها لاحقت الفهد “منفردة” حتى دفعته إلى الاستقالة.
يضاف إلى ذلك شخصانية تعامل “الشعبي” مع خصومها، فهي تعادي رئيس الوزراء ووزير المالية على طول الخط، وتدعي أنها تدافع عن المال العام بينما تشارك في استنزافه عبر ما تشارك به من قرارات وقوانين، وإذا عارضها الآخرون اتهمتهم بعقد صفقة على حساب البلد، وإن أيدوها كان موقفهم لزاماً عليهم لأنها مسألة مبدئية، ولا ننسى أن “الشعبي” التي تتغزل اليوم بالنائب عبدالرحمن العنجري ومواقفه بعد مشاركته باستجوابها لرئيس الوزراء، بينما كان نفس “العنجري” خلال العام الماضي نائباً انبطاحياً سبق له أن وعد بشواربه ثم أخلف وعده بعد أن حلقها في شرم الشيخ.

على الهامش:
20 نائباً تقدموا بـ16 استجواباً طوال السنوات الأربع الماضية تعلقت بتجاوزات على المال العام، ولكنهم جميعا صوتوا مع إقرار كادر المعلمين أمس، وسبق لهم إقرار زيادة الـ50 ديناراً بأثر رجعي وبكلفة 500 مليون دينار تضاف سنوياً إلى الميزانية العامة للدولة، وعلى رأسهم أعضاء كتلة العمل الشعبي التي تقدم نفسها كأشرس مدافع عن المال العام.

Anonymous said...

المشكلة اننا لا نجد القبس تهاجم نفس الحكومة التي تكتفي بتوجيه الانتقادات لها ، فمن مصروفات وهدر مالي وشراء ولاء سياسي بمخالفات جسيمة إلى موالاة تعيسه وتفشل

أحلفكم بالله .. مقتنعين بحكومة يدافع عنها زنيفر والدويسان ؟ مقتنعين باسلوب تعاطي الحكومة مع ازماتنا ومشاكلنا ؟

القبس بس فالحين يتشكون ووقت الصجية ينتقدون كل من يهمس باذن الحكومة عكس جريدة الكويتية مثلا .. تنتقد المعارضة اليوم لكنها بعدد الغد تنتقد التعاطي الحكومة .. لماذا ؟ حتى تذكر قراءها انها تحترمههم وتنتقد مواقف لا شخوص كما تفعل القبس

Anonymous said...

على فكرة احمد عيسى مافي فرق بينه وبين احمد الفهد و منى العياف وهالطقة العبيطه الي ابتلينا فيها بشارع الصحافة ما عنده الا انتقد انتقد انتقد ينتقد الشعبي بخصوص الكوادر وانا اوقف وياه واشد على ايده لكن هل شفتوه بيوم يشيد بالشعبي بمواقف الدفاع عن المال العام ؟ طائرات الشحن اقرب مثال هل تكلم عنهم هذا الشخصاني ؟ رمتني بدائها وانسلت